يهدف
المنهج التربوي بمفهومه الحديث إلى اعتبار المتعلم محوراً للعملية التعليمية التي تهدف
بدورها إلى إحداث تغييرات معينة في سلوكه، وترتبط هذه المتغيرات بكل من مجالات التعلم
في المنهج وهي المجال المعرفي والوجداني والمهاري "النفسحركي".
ولكي
نجري عملية التقويم بالطريقة الصحيحة السليمة ينبغي تحديد ما نريد تقييمه وذلك بأن
نحدد الأهداف ونحللها بحيث يمكن من خلالها التعرف على مظاهر السلوك أو التغيرات المطلوب
إحداثها في سلوك المتعلمين، وفي ضوء هذا نختار الوسائل والطرق التي تصلح لقياس وتقويم
التغيرات، ويهدف التقويم أساساً إلي التشخيص والعلاج معاً، وإلى الاستفادة من نتائج
التقويم في تحسين مختلف عناصر المنهج من معلم ومتعلم ومحتوى وأنشطة مصاحبة ونتائجها
وكذلك العوامل المؤثرة في فعاليتها.
عملية
القياس:
إن قياس
بعض الخصائص أو الصفات لدى الأشخاص يكون سهلاً ومباشراً في بعض الأحيان كما هو الحال
في قياس الطول والوزن أو قياس ضغط الدم، أما قياس الخصائص الداخلية والتي لا تظهر بشكل
واضح ومباشر في سلوك الأشخاص فهو أمر معقد وصعب كقياس الذكاء والميول والتكيف الاجتماعي.
فبالقياس
إذا نحدد مقدار ما في الشيء من الخاصية التي نقيسها وعن طريقه نستطيع أن نميّز ما بين
الأشياء أو الأشخاص ومقارنتها بناء على خواص أو سمات فيها وفي عملية القياس نستخدم
أداة قياس كميزان الحرارة أو المتر أو …
ويعرّف
القياس :
ً على
أنه العملية التي تحدد بواسطتها كمية ما يوجد بالشيء من خصائص يمكن قياسها وفق معايير
محددة مسبقاً.
فعن
طريق القياس نحصل على بيانات رقمية "كمية" أو ما يسمى بوصف كمي للشيء،
أ ما
تربوياً فالقياس يشير إلى معرفة درجة تعلم الطالب رقمياً إذ يمكن قياس مستوى التحصيل
عن طريق اختبار والدرجة التي يحققها من هذا الاختبار تعتبر وحدة قياس.
مفهوم
القياس والتقييم والتقويم :
القياس
الصفي :
مجموعة الإجراءات التي يتم بوساطتها التعبير عن سلوك المتعلم بأعداد أو
رموز وفق قواعد محددة.
التقييم:
هو إصدار
أحكام على قيمة الشيء الذي تم قياسه استنادا إلى معيار معين ، والتقييم في التربية
هو تقرير مدى العلاقة بين مستوى التحصيل وبين الأهداف التربوية المنشودة ، أو العملية
التي يحكم من خلالها على مدى تحقيق الأهداف التربوية المنشودة ومدى التطابق بين الأهداف
والأداء.
مفهوم
التقويم:
وفي
التربية فان عملية التقويم تعنى بالتعرف على مدى تحقيق الطالب من الأهداف المخطط لها
واتخاذ القرارات بشأنها.
التقويم
التربوي:
ويعني
التقويم التربوي بمفهومه الواسع عملية منظمة مبنية على القياس يتم بواسطتها إصدار حكم
على الشيء المراد قياسه في ضوء ما يحتوي من الخاصية الخاضعة للقياس، وفي التربية تعنى
عملية التقويم بالتعرف على مدى ما تحقق لدى الطالب من الأهداف واتخاذ القرارات بشأنها،
ويعنى أيضاً بمعرفة التغير الحادث في سلوك المتعلم وتحديد درجة ومقدار هذا التغير.
ولكن
علينا الإيضاح هنا إلى أن هناك عملية تتوسط القياس والتقويم وهي عملية التقييم التي
من خلالها يعطى الوصف الكمي "بيانات" الذي حصلنا عليه بعملية القياس قيمة
فيصبح وصفاً نوعياً " معلومات" فمثلاً لا يستطيع أن يقيم الطبيب درجة حرارة
المريض التي بلغت بالقياس 39 درجة مئوية إلا بمعالجتها أو دراستها بالرجوع إلى درجة
الحرارة الطبيعية لجسم الإنسان والتي يصبح معها رقم 39 الذي لا يزيد عن كونه وصفاً
كمياً " بيانات" وبدون أية دلالة أو قيمة، ويشير إلى ارتفاع في درجة حرارة
المريض وهذا يعتبر تقييم للحالة وهذه الخطوة أي التقييم هي خطوة تشخيصية نحدد من خلالها
نقاط القوة والضعف لتصبح بعدها عملية التقويم " تصحيح ما اعوج من الشيء"
عملية علاجية تعالج نقاط الضعف أينما وجدت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق