لقد تطور مفهوم التقويم التربوي بشكل كبير خلال السنوات الثلاثين الماضية
، وأصبح مجالا علميا رئيسا متميزا لا يتقنه سوى نخبة من الخبراء من ذوي الكفاءة العلمية
والتربوية الرفيعة .
وعليه فإن التقويم التربوي يعد مكون رئيس في مكونات العمل التربوي الهادف
لخلق مناخ تربوي مناسب ، يصب في مصلحة الأفراد والجماعات من أجل تطوير الأداء ، عن
طريق توفير تغذية راجعة ، ومراجعة عمليات وإجراءات سير العمل التربوي برمته والتحقق
في نفس الوقت من فاعلية و نجاعة البرامج المطبقة ، كما يلعب دورا هاما في إدارة الجودة
الشاملة للمؤسسات التربوية.
وتتعدد مجالات التقويم التربوي ومستوياتها لتطال كافة مناحي الحياة التربوية
، وبالرغم من التركيز المتعمد على تقويم أداء الطلبة وتحصيلهم الدراسي ، إلا أن عملية
التقويم في الواقع ، تلامس كافة جوانب المنظومة التربوية على اختلاف مسؤوليات وواجبات
العاملين فيها .
ويهدف بحثي المتواضع إلى التركيز على أدوات التقييم التربوي الأكثر شيوعا
، متناولا في البداية طبيعة القيم وتصنيفاتها و أثرها على السلوك الإداري ، ثم متناولا
الحاجة للقياس والتقويم وأهميته ، يلي ذلك تناول شامل لأدوات التقييم.